الأنشطة الذكية
توطئة
في عالم سريع التقدم والتطور والتغيير، تزداد أهمية بناء إنسان المستقبل المتمسك بقيمه الأصيلة المتميز عقليا
ومهاريا، وللإسهام في هذا البناء قام فريق العمل في مشروع الأنشطة الذكية بتقديم دليل للأنشطة الذكية للمربين
سواء كانوا في المدارس والجامعات أو في المنازل والأندية، وقد حرص الفريق غاية الحرص على الاطلاع على أحدث ما
قدمته أبحاث التربويين ومشاريع المربين في هذا المجال حيث تمت صياغة الأنشطة وتقديمها بأسلوب بسيط يمزج ما بين
الكتاب المقروء والمنصة التقنية التفاعلية، بحيث يسهل التعامل مع هذا المشروع، من قبل المربي أيا كان مستواه
الثقافي والعلمي، وحيث تعد هذه النسخة الأولى من المشروع فإن فريق العمل في مشروع الأنشطة الذكية يرحب بجميع
الآراء والملحوظات التي تسهم في تطوير المشروع وتجويده في النسخ القادمة حيث يعتبر كل قارئ للدليل وكل مستخدم
للمنصة شريك في البناء وكل رأي يقدم هو إضاءة وتطوير للنسخ القادمه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
لماذا الأنشطة الذكية؟
تحدثت عن القيم والمعارف والمهارات وأهميتها، وموقعها في المحتوى التربوي. كما نجد أن العديد من كتب علم النفس
قد تحدثت عن المهارات الحياتية والمعارفة التي ينبغي أن تتوفر للمتعلمين في كل مرحلة من
المراحل العمرية فالقيم والمعارف والمهارات التي يحتاجها الأباء والمربون يمكن الحصول عليها من أدبيات المعرفة
التربوية، إلا أن هناك أمرا لا يقل أهمية عن اقتراح النشاط ألا وهو الإجراء التربوي لإكساب المعارف والقيم
والمهارات للمتربين، فغالبا ما
يقف المربي أبا كان أو معلما حائراً أمام قيمة أو مهارة أو معرفة يرى أن ابنه أو طلابه بحاجة لها، ولكنه يحتاج
إلى الطريقة التي يمكن من خلالها نقل القيم والمعارف والمهارات من مقترح مكتوب إلى واقع وسلوك يعيشه المتربي، من
هنا كانت الحاجة إلى أدلة
إجرائية يمكن من خلالها إكساب القيم والمعارف والمهارات للمتربين بأساليب تربوية تناسب كل مرحلة عمرية، ويمكن أن
يقوم بتقديمها المربون سواء كانوا متخصصين أو غير متخصصين كالأباء والأمهات، وبالبحث في ما قدمته المكتبة
العربية في هذا السياق وما استطاع
فريق العمل الإطلاع عليه من الكتب الفربية والمترجمة إلا أن العدد محدود والحاجة ملحة لمثل هذه الأدلة التي تقدم
قيما ومهارات ومعارف يمكن إكسابها من خلال أنشطة ذكية يقدمها الوالدان أوالمربون، فكان مشروع الأنشطة الذكية لكل
المربين بمثابة الدليل
العملي لإكساب المتربين للقيم والمعارف والمهارات.
محددات الأنشطة الذكية
النشاط الذكي هو:النشاط الذي يحقق أهدافه.
فما محددات النشاط الذي يحقق أهدافه؟
للإجابة عن هذا السؤال لا بد من ذكر محددات للنشاط الذي يحقق أهدافه، حيث
يظهر في الواقع أن كثيرا من الأنشطة تحقق أهدافها بدرجة محدودة ويعود ذلك غالبا إلى أن النشاط لم يستوف شروط
النشاط الذكي الذي يحقق الهدف الذي وضع من أجله: ويمكن القول أن هناك عددا من المحددات للنشاط الذكي وهي:
- يكون مرتبط باالهدف التعليمي الذي وضع من أجله فكل نشاط لا يكون محددا بهدف تعليمي فهو
مجرد ترفيه لا يهدف لتحقيق معرفة أو قيمة أو مهارة.
- ينمي مهاراة تفكير أو عادة عقلية: وذلك أن تنمية مهارات التفكير والعادات العقلية هدف
مشترك لغالب الأنشطة إن لم يكن جميعها فكل نشاط لا ينمي مهارة تفكير أو عادة عقلية فلا يعتبر نشاطا ذكيا.
- يتضمن أنشطة حركية حيث تعتبر الأنشطة الحركية عاملا محفزا لتحقيق أهداف الأنشطة كما أن
تحقق الحماس والحيوية لدى الطلاب وتجعل التعلم أكثر متعة.
- يثير دافعية وحماس الطلاب: فالتعلم يحتاج إلى دافعية للوصول للمعلومة وحين تفتقد
الأنشطة للحماس والدافعية فهي لا تلامس حاجات الطلاب ولا تثير حماسهم لذا كانت إثارة الحماس والدافعية من سمات
النشاط الذكي.
- ينمي مهاراة شخصية أو اجتماعية: فالتربية والتعليم لا تقتصر على الجانب المعرفي فقط بل
تتعداه إلى جوانب أخرى لا تقل أهمية عن الجانب المعرفي، ومنها الجوانب الشخصية والاجتماعية حيث ينبغي أن تكون
الأنشطة مساهمة في تعويد الطلاب على العمل الجماعي، والعمل بروح الفريق لا أن تنمي النزعة الفردية لدى الطلاب.
- ينتهي بمنتج ملموس: وهذا المحدد لا يقل أهمية عما سبقه من المحددات حيث يعد توظيف
المعرفة محددا مهما للأنشطة الذكية فالنشاط الذي يحول المعرفة من معلومات مجردة إلى منتجات ملموسه هو نشاط ذكي
يحقق هدفه ويشعر الطالب بأهمية التعليم وقيمته.
كيف تستفيد من المنصة؟
هناك عدد من المهارات والمعلومات التي يجب أن تكون متوفرة لدى المربي عن استخدام منتج
الأنشطة الذكية وهي :
- الإلمام بالتعامل مع المنصات الإلكترونية.
- تحديد الجانب المستهدف تقديمه للمتربي (معرف- مهاري- قيمي)
- تحديد المدة التي يرغب تنفيذ النشاط فيها (حصة دراسية –
يوم- اسبوع... الخ)
- تحديد خصائص المتربي (العمر- الجنس ......الخ)
خصائص الفئة المستهدفة
تمثل دراسة النمو أهمية خاصة عند التربويين، وذلك كونها تساعد في التعرف على مكونات الشخصية عند الفئات
المستهدفة بالبرامج والأنشطة ومطالب النمو واحتياجاته التي تعد عاملا مؤثرا في توجيه السلوك فضلا عن الكشف
عما لديهم من القدرات العقلية التي تتباين وتتفاوت، وهذا ما يعرف عند التربويين وعلماء النفس بالفروق الفردية
مما يؤثر في التعليم النشط والإرشاد والتوجيه الاجتماعي والإشراف التعليمي.
وتأسيسا على هذا الجانب يرى فريق تصميم الأنشطة الذكية الأهمية القصوى لدراسة هذه الخصائص لما لها دور بارز في
تصميم الأنشطة وبناء خططها وقوالبها التي تشكل فيها خصائص الفئة المستهدفة دورا بارزا عند تصميم هذه الأنشطة
وبالتالي تحقيق الأهداف عند ممارستها والتعامل معها من قبل الجهات المنفذة لهذه الأنشطة.
وفيما يلي إيراد لأهم خصائص الفئات المستهدفة التي تدور حولها قوالب الأنشطة الذكية وتتعامل معها لتعطي تصورا
واضحا وعمليا لهذه الفئات وما تتميز بها من خصائص وقدرات ومهارات يمكن تنميتها عند تصميم الأنشطة الذكية من قبل
الفريق.
ويستطيع فريق إعداد الأنشطة الذكية أن يطلق على الفئة المستهدفة بأنه الجمهور المستهدف (target audience) والذي
يمثل مجموعة من الأفراد الذين توجه إليهم الأنشطة الذكية بحيث تكون هناك بينهم وبين النشاط الذي يطبق عليهم بما
يتناسب مع خصائصهم العمرية.
وهذا الجمهور يختلف باختلاف الأعمار والخصائص، وقد حدد فريق الإعداد هذه الفئات بناء على المرحلة العمرية
والدراسية، ويمكن حصرها فيما يلي
- المرحلة العمرية (3 - 6 سنوات )
- المرحلة العمرية (6 - 9 سنوات )
- المرحلة العمرية (9 - 12 سنة )
- المرحلة العمرية (12 - 15 سنة)
- المرحلة العمرية (15- 18 سنة)
- المرحلة العمرية أكبر من عمر 18 سنة
وفيما يلي وصف لخصائص كل مرحلة من هذه المراحل
المرحلة العمرية (3-6 سنوات)
- يدرك الكليات ثم الجزئيات، تتضح الفروق الفردية من الناحية اللغوية
- تزداد القدرة على التفكير والتذكر والتخيل، والقدرة على التركيز ضعيفة وسريع الملل ويحب التغيير، ومحب
للاستطلاع
- لا يدرك المعاني المجرة حيث يعتمد على حواسه في اكتساب المهارات والخبرات
- تزداد القدرة على تكوين المدركات ومفاهيم الزمن والمكان والكم، ويتأخر إدراك الوزن
- تمييز الأدوار بين الأم والأب والأخوة ويتقمص الشخصيات
- التدرج في القدرة على تمييز السلوك المقبول وغير المقبول اجتماعيا
- تظهر بوادر النمو الاجتماعي مثل حب السيطرة والقيادة والكرم والأنانية، والنمو الاجتماعي يتوقف على أسلوب
المعاملة التي يتلقاها
- التمركز حول الذات
- كثير الحركة واللعب والنشاط ويعتمد على العضلات الكبيرة
- يستطيع استخدام يديه
- طول النظر ويرى الأشياء الكبيرة كذلك أوضح من الصغيرة
المرحلة العمرية (6 - 9 سنوات )
- تنمو المفردات اللغوية بسرعة فائقة
- نقص التمركز حول الذات
- عيوب في الكلام مثل التأتأة وإبدال الحروف والحبسة وذلك يعود للتوتر العصبي الذي بدأ في مراحل مبكرة
- التلاعب في بعض الألفاظ مزحاً ودعابة
- تعلم أبرز المهارات مثل المعرفية والحركية والفنية كالقراءة والكلام والاستماع.
- تنمية الحس الأخلاقي لديه
- وضع قوانين وحدود واضحة للطرفين «الأهل والأبناء».
- التأثر بالقدوة
- دفعه لتقدير الذات والقدرة على الإنجاز.
- تشجيع التعاون من خلال روح الفريق الواحد
- توسيع نطاق الإدراك من خلال وسائل المعرفة والأنشطة والرحلات.
المرحلة العمرية (9 -12 سنة )
- القدرة على التحمل
- يعمل على تطوير مهارات المساعدة الذاتية حيث يعتمد على ذاته
- مهارات المساعدة الاجتماعية والمهارات المدرسية ومهارات اللعب
- تطور المهارات اللازمة في الكتابة والرسم
- تطور المهارات الحركية
- القدرة على التنشئة الاجتماعية ويتعلم بعض القواعد والمعايير الاجتماعية من خلال المشاركة الفعّالة في
المجتمع
- السيطرة على جميع أنواع المشاعر والتحكم بها حيث التعبير عن المشاعر والعواطف السلبية تجاه الأقران هو مرفوض
اجتماعياً
- تنمو القدرة الفكرية حيث يظهر تطور ملحوظ، في الذاكرة والذكاء والاهتمامات والتفكير والخيال
- في نهاية المرحلة يستطيع حل بعض مشاكله ويصبح مستقراً
- القدرة على التعلم، والالتزام بالقواعد والانضباط
المرحلة العمرية (12-15 سنة)
- زيادة معدل الوزن وقد يزداد الوزن بسبب عوامل وراثية
- نمو المهارات الرياضية
- الخجل والمعاناة من الاضطرابات النفسية وقد ترتبط باضطرابات المراهقة
- تحقيق الذات بعيدا عن الأهل، وهذا قد يوقعهم في بعض الأمور غير الأخلاقية وقد يعبر عن شخصيته بالشكل والهيئة
- إثبات الشخصية مثل المشاركة مع العائلة أو بعض الانشطة الهامة وإبداء رأيه في القرارات الهامة
- تجنب النقد في العموم، فهذا الانتقاد يرون فيه الحط من شأنهم أو أنهم صغار وهي مقدمات للمراحل التالية
المرحلة العمرية (15- 18 سنة)
- يؤثر مفهوم البدن على الصحة النفسية في هذه المرحلة
- يظهر على المراهق في هذه السن انفعالات مصحوبة بالحماس
- تكون لديه ثنائية في المشاعر نحو نفس الشخص
- يتميز بالتطبيع الاجتماعي الفعلي الذي يؤدي إلى تكون المعايير السلوكية
- الميل للتواصل ومشاركة الأقران في الأنشطة المختلفة، والاهتمام والعناية بالمظهر والأناقة مع الميل
للاستقلال الاجتماعي وبصفة خاصة داخل الآسرة
- ظهور الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، وعدم الرضا تجاه توجيه الأوامر أمام الآخرين
- القدرة على تعلم المهارات واكتساب المعلومات، وتطور الإدراك من المستوى الحسي إلى المجرد، ويزداد مدى
الانتباه ومدته
- الاعتماد على الفهم والاستدلال بدلاً من المحاولة والخطأ أو الحفظ المجر، والتفكير والقدرة على حل المشكلات
والاستدلال والاستنتاج، وإصدار الأحكام على الأشياء، وتظهر القدرة على التحليل والتركيب، والقدرة على
التخطيط والتصميم وتتكون مفاهيم الخير والشر والصواب والخطأ والعدل والظلم
- القدرة على الابتكار بشكل أكبر
المرحلة العمرية أكبر من عمر 18 سنة
- زيادة الفهم والإدراك نتيجة للخبرة والتجارب المكتسبة
- تحمل المسؤوليات، وإصدار أحكام على ما يحيط به من القضايا
- يزداد التركيز على الموضوعات الفكرية
- يفكر تفكيرا فلسفيا، والميل للتفكير الديني والاعتماد على المنطق أكثر من الذاكرة الآلية
- يلجأ إلى المناقشة والمحاججة
- القدرة على المشاركة الوجدانية والولاء والأمن الانفعالي
- القدرة على ضبط النفس والبعد عن التهور والتقلب والتعامل بصورة واقعية أكثر
- قلة الانانية وتفهم الشباب لحقوق الجماعة التي يعيش فيها وقد يسرف في الشعور بالواجب لدرجة الهوس والطيش
فتظهر بعض النزاعات مع الوالدين والمشرفين التربويين بسبب فرض التبعية المفرطة عليهم